لن أنسى ما حدث له ذلك اليوم ما حييت...

كان طفلًا في الخامسة من عمره يعيش حياته الطبيعية.

حتى جاء ذلك اليوم الذي غيّر حياته للأبد.

كان يومًا اعتياديًا في المدرسة. طُلب من التلاميذ واحدًا تلو الآخر أن يقرأوا قطعة من الكتاب.

عندما جاء دوره، وقف أمام الطلاب حاملًا كتابه بيده، وبدأ في القراءة. ولكن هذه المرة لم تكن مثل كل المرات...

توقفت شفتيه عن الحركة...

أبت فمه عن نطق أي جملة...

كان يحاول أن يقرأ، ولكنه لم يستطع فعل ذلك. أوقفه معلمه قائلًا "لِم تتلعثم؟"

كان ذلك الطفل أنا

وطوال الـ 25 سنة التالية من حياتي...

ظللت أسأل نفسي السؤال ذاته "لِم أتلعثم؟"

الكلمات...

نطق الكلمات بسلاسة يبدو وكأنه شيء سهل لأغلب الناس...

ولكن بالنسبة لنا هي معاناة نمر بها كل يوم.

الشخص الطبيعي لا يفكر في مهارة التحدث حتى. يقوم بفتح فمه عندما يريد قول شيء ما وتبدأ الكلمات بالخروج بكل سلاسة وتلقائية دون بذل أي جهد. لا يفكر بالحرف الذي يبدأ به جملته. لا يقلق فيما إذا كان سيتلعثم عندما يبدأ في الحديث. لا يفكر في "استبدال" الكلمات الصعبة.

فقط يقول ما يريده.

ولكن بالنسبة للذين يعانون من التأتأة، يعتبر التحدث تجربة مختلفة تمامًا

هل تساءلت يومًا لماذا لا يتلعثم الشخص الطبيعي حتى عندما يواجه مواقف مخيفة أو عندما يشعر بالتوتر؟

أليس من المدهش أن الذين يعانون من التأتأة يستطيعون الغناء بكل طلاقة؟

ألا يبدو وكأن هناك زر للتأتأة داخل فمك يتم تشغيله فقط عندما تريد التحدث؟

هذه الظاهرة الغامضة والغريبة يعاني منها حوالي 1% من سكان العالم. وعلى الرغم من التقدم في العلم والتكنلوجيا، يقول لنا ما يُسمون بالخبراء أنه لا يوجد علاج لها.

اسمي عثمان...

بدأت في التأتأة منذ سن الخامسة، وقد قضيت السنوات الأخيرة الماضية في ملاحقة جذور مشكلة التأتأة لأتمكن أخيرًا من التخلص من هذه المعضلة.

على عكس ما يعتقده الناس، المشكلة ليست في أن الذين يعانون من التأتأة لا يعلمون ما يريدون قوله.

في الحقيقة، إنهم يعلمون بالضبط ما يريدون قوله – ورغم ذلك هم غير قادرون على النطق به. أنا أعلم هذا لأنني كنت أمر بنفس التجربة، حيث تشعر أن الكلمة على طرف لسانك، ولكن تصطدم في جدار في كل مرة تحاول فيها نطق هذه الكلمة. كلما حاولت جاهدًا في إخراج الكلمة من فمك، كل ما زادت التأتأة. لذا، ما يحدث هو أنه على الرغم من أن المتلعثم لا يعاني من التأتأة عندما يكون لوحده أو عندما يغني، لكنه يعاني أشد المعاناة عندما يحاول التحدث مع الناس من حوله.

أكثر شيء محبط من خلال تجربتي هو التوقف المفاجئ في منتصف الحديث.

في البداية حاولت إخفاء الأمر بالتظاهر بأنني "أفكر" فيما كنت أريد قوله.

لكن هذه التوقفات المفاجئة كانت طويلة بشكل غير طبيعي لدرجة أن الأشخاص الذين كنت أتحدث معهم يبدؤون بملاحظة ذلك.

كان يحدث معي نفس الشيء عندما أتحدث على الهاتف.

رن الهاتف في أحد الأيام، رفعت السماعة، فكانت الفتاة التي اتصلت هي فتاة كنت معجبًا بها.

لم أستطع أن أقول أي شيء بعد سماعي "مرحبًا."

في الحقيقة، لم أستطع أن أرد التحية حتى.

تلعثمت في الـ "م" من كلمة مرحبًا.

من حسن حظي أن والدتي كانت بجانبي، لذا أعطيتها الهاتف.

شكرًا أمي

المقصد هو:

سوف تستمر التأتأة في التدخل في حياتك وإحراجك في الكثير من المواقف مالم تتعلم كيف تتخلص منها.

مثل السيناريو التالي:

التأتأة في الرد على سؤال

الأمر ينطبق على أي سؤال.

ستتفهم صعوبة الأمر إذا كنت قد مررت بتجربة كهذه.

يبدو الأمر وكأن الشخص الذي يسألك من أجل التوضيح يشكك في كلامك وكأنك قلت شيئًا خاطئًا.

الأمر أشبه بأنك تقول أن "السماء زرقاء" وثم أسألك "ماذا؟ ما الذي قلته للتو؟" قد تشعر وكأنك ما قلته غير صحيح رغم أنك متأكد من صحته...

... وثم تبدأ في التلعثم لهذا السبب.

قد يكون المثال الذي طرحته مبالغًا فيه قليلًا، ولكنك فهمت القصد، أليس كذلك؟

محاولة التخلص من هذا الشعور في منتصف المحادثة ليس سهلًا.

في الغالب لا يكون لديك وقت كافٍ للتفكير في التأتأة ومحاولة إيقافها وأنت في منتصف المحادثة.

يحدث الأمر بشكل سريع.

ولكن بالأدوات المناسبة، يمكن التغلب على جميع معوقات الحديث هذه بشكل سهل.

وللأسف، في كل خطوة يجب على الشخص الذي يعاني من التأتأة أن يواجه هذه المواقف المحرجة التي تعيق قدرته على التحدث بطلاقة.

على سبيل المثال:

طلب الطعام في المطعم

كم مرة طلبت نوع طعام لأنك تستطيع نطقه وليس لأنك تريده فعلًا؟

فقط لأنك كنت تتوقع أن تتلعثم في كل طبق آخر كنت تريده على قائمة الطعام!

قد تكون الحياة بائسة في كثير من الأحيان للذين يعانون من التأتأة ولا يقومون بالتغلب عليها.

من الطبيعي أنها مشكلة مرهقة لما تحمله من آلام واحباطات يمر بها الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة.

لا أحد يريد أن يفتح فمه وهو لا يدري ما إذا كان سيستطيع نطق الكلمة التالية أم لا.

وللأسف، الكثير من الخبراء يقولون أن مشكلة التأتأة ليس لها علاج – أي أنه يستطيع الشخص التعامل معها، ولكن لا يستطيع التخلص منها.

ولكن...

لكوني شخصًا متمردًا...

لم يرضيني كلامهم وحاولت البحث عن إجابات أخرى

انضممت للـ توست ماسترز (برنامج احترافي للتحدث وإلقاء المواضيع.)

تحدثت في أكثر من موضوع لجمهور كبير.

قرأت كتب.

بحثت في كل مكان.

هناك الكثير من النصائح غير الجيدة. نصائح قد تزيد التأتأة سوءًا لدى الأشخاص الذين يعانون منها.

ولكن رحلتي قادتني لإيجاد إجابات جعلتني أتمكن أخيرًا من التحدث بدون توقفات مفاجئة وتأتأة في منتصف الحديث.

أنا أعيش حياتي الآن دون تأتأة – وأريدك أن تفعل ذلك أيضًا.

صنعت نظام باسم "لا تأتأة بعد اليوم" لك لتستمتع بالتحدث بلا تلعثم.

إذا كنت مهتمًا لتتعرف على أسباب التأتأة الحقيقية وكيف تتخلص من الحواجز التي تقف في طريق حديثك، استمر بالقراءة...

نعم ، أريد الحصول على هذه الدورة!